إنخاطر الانطلاق لأكون مع الرب كل حين، حلوٌ لي جداً، وما من شيء يعكّر صفوه. السلام كامل مع الله. ولسنا نأسف للفراق رغم الروابط العائلية السعيدة والله يعلم أنني أحب كل الذين هم لي وكل الإخوة وأقدّر عواطفهم. فإن لم يكن في فراق هؤلاء الأحباء مرارة، فهذا سبب أقوى لعدم الأسف على شيء ما في هذه الدنيا. أما بخصوص الخدمة وسط القطيع فلي ثقة كاملة بأن الرب سيقيم آلات صالحة لذلك العمل إلى أن يحين وقت مجيئه.
هناك شيء واحد أرغب في أن نتحققه أكثر فأكثر لأنه يؤدي بنا إلى سعادة دائمة، ألا وهو حضور الرب الشخصي معنا الآن ونحن لا نراه بالعيان- حضوره المُعبَّر عنه في هذه الكلمات: «لأنك أنت معي» هذا ما اعتقد أنه يجب أن نتوق إليه أكثر. إني أترك لكل إخوتي هذه الكلمات: «محتملين بعضكم بعضاً، ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد على أحد شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً. وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال. وليملك في قلوبكم سلام الله الذي إليه دُعيتم في جسد واحد، وكونوا شاكرين» (كو 13:3-15).
ولأولئك الإخوة العاملين في كرم الرب أترك هذه الكلمة الأخرى: «فإني أقول بالنعمة المعطاة لي، لكل من هو بينكم: أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي، بل يرتئي إلى التعقل، كما قسم الله لكل واحد مقداراُ من الإيمان» (رو 3:12).
بقي عليَّ أن أسأل مغفرة كل من أكون قد أسأت إليه أو أعثرته طوال حياتي الطويلة أو مَنْ أكون قد قصرت في معونته.
يا ليت الرب يُقيم بين الإخوة الشبان قلوباً مكرسة له، شبعانة من كلمة الله، مثابرة على الصلاة كي تكون مشغولة بعمله، ليخدموا الكنيسة مملوئين من الغيرة على الإنجيل ومن النشاط لأجل الجهاد الذي علينا أن نُجاهده. يا ليته يحفظهم غير عاثرين إلى يوم المسيح.
وفي الختام أريد أن أنبه الإخوة جميعاً من خطر الروح العالمية التي تتخذ في هذه الأيام مظهر الاهتمام بأمور هذا العالم، فبمقدار هذا الاهتمام يقل الاهتمام بالكلمة. كذلك إن المحبة الأخوية تكون أصدق كلما كانت مرتبطة بطريق الطاعة المطلقة لكل كلمة الله والانفصال عن العالم. هذه هي أمنيات شخصي الضعيف.