عدد رقم 2 لسنة 2020
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ  

«قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي»

(إر18: 2)

إلى مكان مُعيّن، وفي وقت مُحدد أُرسِلَ إرميا بتكليف من الرب لكي يتعلّم درسًا خاصًا.

«قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ» ... ليس لكي يُلقي إرميا عِظة هناك، ولكن لكي يتلقى درسًا عمليًا.  هذا ما يُعلمنا أنه قبل أن نُصبح مُؤَّهلين لتعليم غيرنا، علينا أن نتعلّم نحن أولاً في مدرسة الله. وكما قال أحدهم بحق: ”إننا قبل أن نُكلِّم غيرنا عن الله، يتعيّن علينا أن نُكلِّم الله عن الآخرين.  وقبل الكل علينا أن نسمع كلام الله من جهة أنفسنا“.

«هُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي» ... ولاحظوا كلمة «هُنَاكَ» التي تُعلّمنا أن هناك أشياء لا نستطيع أن نتعلَّمها إلا في ظروف معينة مكانًا وزمانًا.  فالله يُريدنا أن نفهم أن هناك غرضًا وراء كل حركة في حياة المسيحي الذي ينقاد بالروح القدس.

«انْزِلْ»... وجميل أن نكون مُستعدين دائمًا ”للنزول“، ولا سيما عندما يقودنا الرب لنفعل ذلك.  وإذا لم نتعلم ”النزول“ حسب إرادة الرب، فمن المحتم أننا سوف ننحدر.

إن ما فعلته راعوث الموآبية إطاعة لفكر الرب على فم نعمي حين قالت لها «انْزِلِي إِلَى الْبَيْدَرِ»(را3: 3)، فشل فيه أبرام أبو المؤمنين ؛عندما قيل عنه «فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ» (تك12: 10).

وعن الرب يسوع نقرأ أنه «النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ».  هذه الحقيقة تتكرر في يوحنا 6 سبع مرات، وفي ذلك كمال الاتضاع لمن قيل عنه الذي «مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ» (عب5: 8).

والنزول بحسب فكر الرب معناه التواضع تحت يده القوية.  وإن لم نتضع فلا بد أن ننحدر منزلقين.  وفي ذلك كدر وألم يعلمنا الله من خلالهما ما لم نتعلمه بالطاعة في الشركة معه.

والخلاصة أننا:

(1) في أماكن معينة.

(2) تحت ظروف معينة وأوقات محددة.

(3) نتعلم دروسًا خصوصية يكون الله فيها المعلم الخصوصي.



© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com