عدد رقم 6 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مع أحداث العالم في ضوء الكتاب المقدس   من سلسلة: على المرصد

في خطاب الرب الوَدَاعي الأخير قال مشجعاً تلاميذه قبيل رحيله من هذا العالم:

«لا تضطرب قلوبكم.  أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي.  في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلت لكم.  أنا أمضي لأعد لكم مكاناً، وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً»  (يو 1:14 ـ 3).

وبناء على وعد الرب السابق نحن ننتظر مجيئه الثاني للاختطاف في أي لحظة، دون انتظار علامات معينة تظهر في العالم، ومع ذلك فهناك علامات كثيرة بدأت تظهر في العالم الواحدة تلو الأخرى منذ زمن ليس ببعيد، لكن اللافت للنظر أنه في هذه الأيام بدأت هذه العلامات تتجمع معاً وفي وقت واحد لتعلن قُرب ظهور الرب للعالم.

إنني أنقل كلام الرب الذي قاله مرة لتلاميذه: «ومتى رأيتم هذه الأمور صائرة، فاعلموا أنه قريب على الأبواب.  الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله» (مر 29:13، 30).  هنا يتكلم الرب عن قرب ظهوره للعالم وليس عن مجيئه للاختطاف.

العلامات التي تكلم عنها الرب موجودة في العالم منذ القديم مثل الحروب والمجاعات والأوبئة والزلازل، والفساد الديني والأدبي، ووجود المستهزئين وانتشار الظلم، والحيرة والاضطرابات ... وغيرها.  في الأزمان الغابرة كانت متفرقة ومتباعدة، أي أنها لم تتجمع معاً في وقت واحد مثلما يحدث في هذا الأيام.  فمثلاً تجتاز المرأة الحامل في الآلام أثناء فترة الحمل على فترات متباعدة وبدرجة محتملة، لكن حين تتجمع هذه الآلام في وقت واحد، وتأتي على فترات زمنية متقاربة، وبدرجة حادة شديدة نفهم أن وقت الولادة اقترب.

إن العلامات الآن تجمعت، وزادت حدتها وتقاربت، ولذا فهي تنبئ بمجيء المسيح الذي اقترب جداً.  ولذا استخدم الرب العبارة: «مبتدأ الأوجاع» (مت 28:24)، وكلمة «الأوجاع» هي ذات الكلمة التي تُستخدم لتصف أوجاع المرأة الحامل قبيل الولادة، وهي نفس الكلمة التي استخدمها الرسول بولس في كلامه للتسالونكيين: «وحينما يقولون: سلام وأمان، حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة، كالمخاض للحبلى، فلا ينجون» (1تس 3:5).

احذر خطأ تحديد الميعاد

صحيح أن الرب يسوع ذكر علامات كثيرة تسبق مجيئه للعالم، لكنه لم يحدد توقيتاً معيناً لمجيئه للكنيسة لاختطاف قديسيه.

أخاف قارئي العزيز أن تقع في خطأ تحديد توقيت مجيء المسيح الثاني مثلما وقعت فيه بعض الكنائس والمنظمات الدينية في كوريا الجنوبية والصين وتايوان واليابان وسنغافورة حيث ذكرت أن نهاية العالم تحل في منتصف ليلة 28 أكتوبر 1992 بعودة المسيح إلى الأرض.

وأعلنت المنظمات الدينية أن الآلاف من شعوب هذه الدول يقومون الآن ببيع ممتلكاتهم والتبرع بأموالهم للكنائس، وقد قُدّر عدد الذين صدقوا هذا الخبر بمليون شخص في الدول الآسيوية واستراليا.  وجاء الميعاد المنشود دون أن يأتي المسيح، ونجح الشيطان الذي كان من وراء هذه الفكرة أن يشكك الناس في وعد المسيح بمجيئه الثاني، وأن يحوِّل هذه الحقيقة إلى ضلالة وأكذوبة.

وقد شغلني الرب أن أكتب عن العلامات المتنوعة التي فاحت رائحتها في كل مكان في العالم، وكادت تتجمع في وقت واحد.  والغرض من ذلك هو أن أذكّر أحبائي في كل مكان بأن العالم قد تهيأ فعلاً لحوادث الفصل الأخير، وما سيمر به من ضيق لم يحدث مثله منذ ابتداء الخليقة، وإن كانت حلقاته لن تبدأ إلا بعد اختطاف الكنيسة حسب وعد الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا «لأنك حفظت كلمة صبري، أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي على العالم كله لتجرِّب الساكنين على الأرض» (رؤ 10:3).

جولة حول العالم

عزيزي القارئ ..
سنذهب معاً إلى جولة حول العالم حيث القارات الست ودولها الكثيرة، سوف نعبر البحار والمحيطات الثلاثة، ونطير في كل مكان لنقف معاً عند مجريات الأحداث على المستوى العالمي والمحلي.  وما كان في قصدي أن أستشهد بأحداث العالم لأبيّن صدق كلمة الله، فالعالم لا يحكم على كتاب الله، بل الكتاب المقدس هو الذي يحكم، وصاحب الكتاب هو الذي يتحكم ويُمسك بزمام الأحداث.

وسوف أؤكد قارئي العزيز أن ما يمر به العالم الآن، قد سبق وأخبرنا عنه الكتاب المقدس من آلاف السنين، وهكذا يقف هذا الكتاب عالياً شامخاً يجيب على كل تساؤلات البشر.

فهل سيمر العالم بكارثة عظمى لم يحدث نظيرها في كل التاريخ؟  هذا ما سنجيب عليه في العدد القادم بمشيئة الرب. 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com